رواية انسجني الفصل الثانى




#انسجني
بقلم سيد عبد ربه

         #الجزءالاول
خلق الله الجن قبل الانس لعبادته وتعمير الارض ،ولكن افسد الجن في الارض وقتل بعضهم بعض ،عندها ارسل الله الملائكة لقتال الجن و القضاء على المفسدين ، وطردوا بقيتهم الى الجبال والاودية ،ومن هنا نشأ العداء والصراع بين الانس





 والجن منذ قديم الازل ، والجن مكلف بالعبادة مثل الانس تماماً له حقوق وعليه واجبات ، وللجن ايضا صفات متشابهة مثل الانس ، فمنهم الطيب والشرس والعنيد والمسالم والى اخر تلك الصفات... ويعتقدون مثل ما يعتقد الانسان من الديانات






 السماوية ، فمنهم المسلم والنصراني واليهودي والمجوسي ..الخ وللجن حياة وعائلات وقبائل و عشائر مثل الانس ولكن تختلف طبيعة حياتهم و معيشتهم عن الانس بل وخلقهم ، فالجن مخلوق من نار وهو هوائي لا يرى للإنس ابدا على هيئتة الطبيعية ، وفي خضم تلك الحياة كانت تعيش بين الجبال والأودية قبيلة( العترك ) وهى من اكبر قبائل الجن واشرسهم بل ايضا اكثرهم عداء للانس، فكانوا يعملون دائماً في اذى الناس وايضاً الجن المسالم ، وكانوا اذا هجموا على قبيلة اخرى من الجن ذبحوا رجالها ونسائها واستعبدوا اطفالها فكانت قلوبهم قاسية جداً.
وكان ملك العترك  جبار ظالم لا يرق قلبه ابدا، وكان له ثلاثة ابناء(  بريدل و التوأم جنويل و رخوم ) كانوا مثل ابيهم قساة





 القلب ظالمين لكن كان افضلهم رخوم  أقلهم قسوة و اكثرهم شراسة بالمقارنة بتوأمه جنويل الدموي الى ابعد الحدود.
وفي احد الايام هجمت العترك على احدى القبائل المسالمة كانت تدعى ( السالكين ) والتي طالما ذاقت مرارة القتل والتشريد وحرق المنازل و سبي إناثها، وقتل واسر رجالها بل واستعبادهم  من العترك .
فجاثوا ديارهم واخذوا بعض الرجال والنساء عبيد لهم وتركوا الشيوخ والعجائز وكان رخوم  يشرف على الغنائم التي اخذوها منهم من من المتاع والانعام  بينما  كان جنويل يشرف على





 تقييد الاسرى من الرجال والنساء  وبينما يشرف على هذا وقعت عينه على فتاة جميلة جدا  شقراء ممشوقة القوام ملامحها جذابة لا يكاد يرى بها عيباً ، فأشار اليها عندها امسك بها احد جنوده بعنف و اوقفها بين يديه  فكانت ترتجف من الخوف والفزع خشية ان يقتلها .
جنويل ينظر اليها كما ينظر الذئب الى فريسته ويفحص جسدها جيداً ثم ينظر لها قائلاً
_ انت اسمك ايه ؟ 
بكلمات لا تكاد من كثرة الخوف
_اسمي فروزين .
يذداد إعجابه بنبرة صوتها فجذبها  من خصرها اليه وارد ان يقبلها لكن لطمته لطمة شديدة على وجهه مما اثار غضبه ولطمها  على وجهها فصرخت وسقطت على الارض  وبسرعة



 استل سيفه و رفعه عاليا وقبل أن يهوي به على رأسها وجد من يمسك بيده في اللحظات الاخيرة بينما اغمضت فروزين عينها عندما رأت السيف وانتظرت الموت المحقق.
لكن رأت شاباً قوياً يسمك بيد  جنويل لقد كان رخوم  
رخوم ينظر الى اخيه متعجباً : عاوز تقتلها ليه؟
_مش بتسمع الكلام و بتحرض الباقى على العصيان.
ينظر لها رخوم فيشعر بشئ عجيب لقد بدأت دقات قلبه تذيد بدون مقدمات  لكن يتماسك وبنبرة قوية وصوت أجش.
  _انت بتحرضي  على العصيان؟





تنظر له منكسرة باكية وملامحها لا توحي بالكذب 
_محرضتش حد ، هو كان عاوز يعتدي عليا علشان كدة ضربته على وشه.
كانت تلك الكلمات القليلة مفتاح لقلب رخوم فقد شعر انها فتاة قوية وعفيفة ، حينها نظر الى اخيه  فتوراى بعينه خشيه ان يكشف كذبه . لكن نظر رخوم الى الجنود.
_خدوهم يلا بسرعة.
جنويل ينظر الى اخيه ساخطاً
_ليه مسكت ايدي كنت عاوز اقتلها، علشان محدش يتجرأ علينا تاني!
_انت مشكلتك انك شهواني عاوز كل شئ بالقوة. 
و دي باين عليها مختلفة عن الباقي.
ينظر جنويل بنصف عين لاخيه متعجباً
_انت ال بتقول كدة هههههههه دا انت اشرس جني شفته بحياتي .





_ايوة شرس بس مع القوي مش مع الضعيف يلا بينا نتحرك قبل النهار ما يطلع .
يبدأ التحرك وكانت نظرات  رخوم لا تفارق فروزين 
و هى  تسير مقيدة بالسلاسل الحديدية مع الاسرى 
بينما يتقدم الجميع رخوم و تؤامه جنويل والذى رأى بعض الاسرى سقطوا ارضاً بسبب التواء قدم فروزين 
فعاد مسرعاً وظل يضربهم بسوطه القوي، كانت صرخاتهم عالية بينما كانت نظرات  فروزين تستجدي 





رخوم كي بنقذهم منه وهم بالفعل ان يوقفه لولا ان تذكر كلمات ابيه ان الرحمة لا تجدي مع العبيد ، و ان تكون رحيماً  فسوف تصير في اعين الجميع ضعيفاً
تمالك رخوم نفسه  لكن اكتفى ان قال لاخيه 
_كفاية كدة يلا بينا .
لكن فروزين   لم تسطيع السير بسبب قدمها  فظلت تبكي وهى تستند على فتاتين بجوارها. و رخوم يجاهد نفسه بين الرحمة والقسوة  وبين حديث قلبه وكلمات ابيه  كانت اهآت  فروزين  تدق في أذنه مثل اجراس الكنائس  وابواق الحروب.
حينها امسك لجام جواده وعاد اليها فظنت انه جاء ليضربها بالسوط فنظرت له خائفة
_اسفة مش قادرة اكتم الالم والوجع خلاص خلاص.
لكن ترجل رخوم من على جواده و وقف امامها ثم حملها و وضعها على الجواد ونظرات الجميع تحدق بهم ولا يكادوا يصدقون ما يروا !
جنويل يعود الى رخوم غاضباً .
_انت اتجننت ايه ال بتعمله مع العبيد دة ؟!
لكن اشار رخوم بيده له بالصمت و امسك بلجام جواده وسحبه وهو يسير على قدمه.






لم تصدق فروزين ما ترى ، هل يعقل هذا ؟!
انه من قبيلة العترك لكن ليس مثلهم  انه ذو شهامة و مروءة وبدأت دقات قلبها تدق لاول مرة بحياتها .
نظر جنويل الى رخوم متوعداً 
_لما نرجع انا هحكي كل ال حصل دة للملك وانت عارف ابوك كويس اوي، وعارف عقابه.
لم يرد رخوم و لا نظر اليه بل واصل السير حتى اقتربوا على مشارف قبيلتهم ، هناك حيث والده الملك الذي  لا يرحم احدا ولو كان فلذة كبده.



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×